المصدر .. جريدة الامارات اليوم ..
الرابط:
http://www.emaratalyoum.com/articles...6536e13a5.aspxأعربت طالبات جامعيات ورواد مراكز تسوّق عن استهجانهم لرؤية فتيات بلحى حليقة، وأخريات في ثياب رجالية، يتصرفن بخشونة «لا تنسجم وطبيعتهن الأنثوية الخالصة».
وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن «هذه المظاهر بدأت تشيع في الجامعات ومراكز التسوّق، وغيرها، مشكلة ما يعرف في أوساط الشباب باسم (البويات)».
وفيما اعتبرت معلمة أن «هذا السلوك نتيجة طبيعية لغياب الأب»، اشتكت طالبات من اضطرارهن الى تحاشي دورات المياه بسبب خوفهن مما قد يجدنه فيها. كما اشتكين من إقامة حفلات خطوبة بين فتيات من هذه الفئة في السكن الجامعي.
وعزا معلمون وآباء انتشار الظاهرة الى غياب دور الأب بوصفه الرقيب الاجتماعي الأول، وانقطاع الصلة بين المدرسة أو الجامعة والبيت.
وردّت فتيات من هذه الفئة على الانتقادات الموجهة لسلوكهن، بأن «الأمر أخذ أكبر من حجمه»، مطالبات بعدم «محاكمتهن اجتماعياً» على أساس مظهرهن.
وتفصيلاً، قالت الطالبة فاطمة محمد إن «ظاهرة (البويات) لم تعد مستغربة في مجتمعنا، فنحن نرى في الجامعة يومياً فتيات تظهر عليهن هيئة ذكورية، ويبدو أن بعضهن يستخدمن الشفرة لحلق ذقونهن لتظهر كلحى الرجال، وبعضهن يرتدين عباءات على شكل الدشداشة».
وأضافت «إذا لاحظت إحدى (البويات) أننا ننظر إليهن باستغراب، فهي لا تتوانى عن تهديدنا، واتهامنا بأننا حجريات (متخلفات)».
أما الطالبة ريم محمد فقالت إن «اعتبار الظاهرة تعبيراً عن مرض نفسي، ناجم عن فائض في الهرمون الذكري، كما يردّد البعض، ينطوي على مغالطة كبيرة، لأن الأمر لا يعدو أن يكون صيحة جديدة في عالم الشباب».
وأوضحت أن «الفتاة التي تتعمد تحريف مظهرها على ذلك النحو، تشعر بسعادة بالغة عندما تسميها الآخريات (بوية)؛ لأن ذلك يعني أنها نجحت في اختراق هـذا النمط أو النوع من الشخصيات الجديدة».
وتلاحظ ريم تنامي هذه الظاهرة من دون تدخل من إدارة الجامعة «فلا يخلو ممر أو قاعة من وجود (بويات)، لكن القوانين لا تطال سلوكهن، ولا أحد يوجه إليهن انتقاداً».
أما المواطن أحمد النعيمي، فقال: «الغريب أن هؤلاء الفتيات يخرجن من بيوتهن بهذا المظهر، من دون أن يكون هناك أي دور رقابي للأهل».
وتساءل: «هل تحاول الفتيات اكتساب مظهر متميز بهذه الطريقة، أم أنهن يقلدن بعضهن بعضاً من دون أن يأخذن في اعتبارهن مدى ملاءمة منظرهن الجديد لصورتهن الاجتماعية المألوفة».
وتلفت (عائشة.ن) إلى أن «وجود هذه الظاهرة في السكن الداخلي للجامعات ينطوي على خطر شديد».
وأوضحت أن «هناك فتيات ينظمن حفلات للخطوبة أو الزواج في السكن، وتتزين الفتاة، فيما يتم تجهيز الأخرى (البوية) كأي عريس».
وأضافت «في إحدى المرات نصحت إحداهن بالتوقف عن هذا السلوك، ولكن ردة فعلها كانت عنيفة جداً».
أما الطالبة (حصة.أ) فتساءلت عما ستؤول إليه حال (البويات) في المستقبل، «إذ لا مفر من الاستجابة لصوت الأمومة في أعماقهن، والحلم بإنشاء بيت دافئ وعائلة».
وتابعت أن «كثيراً من الطالبات يتحاشين التوجه إلى دورات المياه، أو أي مكان مظلم، لأنهن يخجلن مما قد يفاجأن برؤيته هناك».
وتشكو الطالبة في المرحلة الثانوية رانيا وحيد من سلوك بعض زميلاتها اللاتي يلاحقن بعضهن بعضاً أثناء الاستراحة المستقطعة بين الحصص، «فيما لا تحرك الإدارة ساكناً لوضع حد لهذا السلوك، فالقوانين هي فقط للزي أو المشاغبة، وليست لردع مثل هذه التصرفات».
وقالت الطالبة (فاطمة.س)، وهي إحدى الفتيات اللواتي يتشبهن بالرجال، إن «الامر لا يحتاج الى كل تلك البلبلة، فنحن نمارس حريتنا الشخصية من دون أن نؤذي أحداً». وتؤكد فاطمة أن «المسألة ليست تشبهاً بالرجل، ولكنها موضة منتشرة، ترغب كثيرات في تقليدها». معتبرة أن «ذلك يحتاج الى جرأة لا تتوافر لكثيرات».
وتوافقها (حصة.م) الرأي، «إذ يحق لكل فتاة اختيار المظهر والتصرف الذي يناسبها، أما الحفلات التي نقيمها في السكن، مثل الخطوبة، فما هي إلا لكسر الملل الذي نعيشه في السكن الداخلي».
وتعرب خلود صالح، وهي أم لطالبة في السكن الداخلي لإحدى جامعات الدولة، عن قلقها على ابنتها في السكن الداخلي بسبب ما ترويه لها من قصص عن زميلاتها، متسائلة عن دور مشرفات او إدارة السكن إزاء ذلك.
وتابعت: «إنني أسمع من ابنتي قصصاً مرعبة عن ممارسات هؤلاء الطالبات المخلة».
وتؤكد المحامية شيخة النيادي، شيوع الظاهرة على نحو لافت، لكنها تعزوه الى عدم وجود قوانين واضحة في المدارس والجامعات لمنع مثل هذه السلوك.
وطالبت النيادي إدارات المدارس بإرسال تقارير شهرية لذوي الطلاب، تتضمن شرحا حول أبرز سلوك أبنائهم، مثلما ترسل لهم تقارير عن علاماتهم وتحصيلهم الدراسي.
وتساءلت عما يدفع إدارات المدارس الى عدم اتخاذ أي إجراء حيال هذه الظاهرة، داعية وسائل الإعلام والمتخصصين في وزارة التربية الى مناقشتها بجدية، لمعرفة العوامل الحقيقية التي أسهمت في تشكلها.
أما المعلمة عائشة محمد، فقالت إن «إدارات المدارس تلاحظ مثل هذا السلوك في ساحة المدرسة، ولكنها لا تستطيع فعل أي شيء سوى نصح الطالبة ومحاولة معرفة أسباب انتهاجها هذا السلوك، ولكن بعضهن يرفضن الحديث، وبعضهن الآخر يعتبرن المسألة حرية شخصية، أو يقلن إنهن يرغبن في أن يكن قويات كالرجال، ويعتمدن على أنفسهن، وأحيانا يعطيننا مسوغات من النوع الذي يسوقه علم النفس، كأن يقلن إنهـن مضطهدات أو غير مفهومات في منازل ذويهن».
وحمّلت عائشة أهل الطالبات المسؤوليـة عـن هـذا السلوك، معتبرة أنـه يكشف عـن غـياب الرقـيب الأول، وهـو الأب.
شخصيات درامية
عزت الكاتبة مريم الكعبي، ظاهرة انتشار «البويات» في المجتمع الخليجي إلى إصرار بعض صانعي الدراما في المنطقة على استغلال ظواهر تمثل عنصر جذب للمشاهدين، مع أن هناك قضايا أهم متعلقة بالمصير والفكر والهوية واللغة، محمّلة الدراما الخليجية المسؤولية عن هذه السلوكيات؛ «لأنها أول من نبش هذه القضايا وروّج لها، ما أكسبها صفة الشرعية». وتابعت: «إذا أردنا أن نناقش مثل تلك الظواهر فعلينا مناقشتها مع أناس يملكون الوعي، من خلال أدوات تربوية وشرعية ودينية، ومناقشها مع إنسان يعي المشكلة». ورأت أن «هناك انبهاراً كاملاً بطريقة التصرف الغربي؛ لأن الإعلام كرس أن الإنسان المتحضر يجب أن يكون غربي السلوك، والمشكلة أنهم يعطون مسوّغات لوجود مثل تلك الشخصيات».